إنجيل الاحد السادس
من الصوم الكبير
(احد التناصير ) ( المعمودية )
" وراى انسانا اعمى منذ ولادته
" (يوحنا 1:9 -83)
مقدمة:
يعرف الاحد السادس من الصوم الكبير باسم " أحد التناصير" , فقد اعتادت
الكنيسة الاولى تقديم الموعظين الذين امنوا بالمسيح فى مثل هذا اليوم لينالوا سر المعمودية
, حتى يستطيعوا أن يشتركوا بعد ذلك فى احتفالات اسبوع الالم وافراح عيد القيامة ,
ولذلك اختير فية فصل انجيل شفاء المولود اعمى : لانة كما ان الرجل كان اعمى البصر
وبعد ان اغتسل فى البركه ابصر – كذالك الانسان يولد من بطن امة بالخطية الاصلية
اعمى البصيرة , وباغتسالة بمياة المعمودية يتطهر منها وتستنير بصيرتة فيعاين
بالروح مالم يكن قادرا على معاينتة قبل المعمودية .
المعمودية بمياهها المقدسة تطل علينا فى العهدين فى
اشارات ورموز متعدده .. ومنها:-
أ-
عند بدء
العالم
:-" كان روح الله يرف على وجه المياه " ( تك 2:1) , وكان يخلق كقول
المزمور " ترسل روحك فتخلق "
هكذا فان روح الله الذى يحل على مياة المعمودية يعيد خلقة المعتمد فيها
مانحا اياه طبيعة ادم قبل السقوط , وصورة الله التى خلقة الله عيها اولا
ب-
الطوفان :- الاشرار لم يتوبوا فهلكوا فى مياة الطوفان بالموت
الزمنى , وكان هذا عربونا لهلاكهم فى الابدى , امام الابرار فدخلوا الى الفلك الذى
احاط بة ماء الطوفان من كل جانب , وكانة يغسلهم مما علق بهم .
" ويعمى الذين يبصرون "
( يو 9 :39)
انواع من
العميان : هناك كثيرون لهم عيون جسدية ولكنهم
عميان البصيرة الروحيه ومنهم
1- أعمى عن الحق : كثيرا ما نتعامى عن الحق فنظلم الاخرين ,
وننسى الله " المجرى حكما للمظلومين "
... نتعامى عن الحق فنشهد بالزور على الاخرين , وننسى وصية الرب " لا
تشهد بالزور " ( مت 18:19) .
2- أعمى عن الواجب : قد يتعامى الانسان عن
واجبة الذى حددة تجاة الاخرين .. ومن هذة الواجبات :-
# فى الاسرة
:- الزوجة يجب ان تخضع لزوجها خضوع الحب والجسد الواحد. " كن خاضعات
لرجالكن"
والزوج يجب ان يحب زوجته ويكرمها " احبوا
نساءكم "
والاولاد يجب ان يطيعوا الوالدين " اطيعوا
والديكم فى الرب"
والاباء يجب ان يترفقوا باولادهم " لا
تغيظوا اولادكم "( أف4:6)
# فى العمل : يجب ان يشعر الموظف بواجبة تجاة مرؤسية وزملائة
ورؤسائة .. يقول بولس الرسول " ذكرهم ان يخضعوا للرياسات والسلاطين ويطيعوا
" ( تى1:3).
3- أعمى عن الضرر: يتعامى البعض عما يصيب اجسادهم من اضرار نتيجة
الشهوات الجسدية والمكيفات , ويتناسون ان الجسد هيكل الله :" إن كان احد يفسد
هيكل الله فيفسدة الله " ويتعامى البعض عما يصيب اخلاقهم من اضرار نتيجة
لصداقات الفاسدة .
4- أعمى عن الخطأ :كثيرون
يتعامون عن اخطائهم فلا يعترفون بها , ولا يقبلون ان يوجههم احد اليها متوهمين
انهم دائما على صواب , المطلوب منا دائما ان نفحص انفسنا ونحاسبها فى ضوء الوصايا
الالهية " لاحظ نفسك والتعليم " .
5- اعمى عن الناس : ومن امثلة هذا :-
# متكبر يحتقر
الناس ويتعالى عليهم ... والرب يحزرنا " قبل السقوط تشامخ الروح"
# أنانى ... يعمل لمصلحة نفسة فقط , ويتعامى عن
مصالح الاخرين .. والرب قد اوصانا " كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم , افعلوا
هكذا انتم ايضا بهم " ( مت 17 :12 )
# متبلد الاحساس بمشاعر الاخرين ... فلا يشاركهم
افراحهم ولا احزانهم .. والرب قد اوصانا " فرحا مع الفرحين وبكاءا مع الباكين
" ( رو 15:12)
6- أعمى عن المساكين :- يتعامى البعض عن المحتاج المسكين , متجاهلين
ان الرب قال " بما انكم فعلتموة باحد اخوتى هؤلاء الاصاغر فبى فعلتم ( مت
40:25)
7- أعمى عن الله : من ينكرون وجود الله هم عميان عن الله "
قال الجاهل فى قلبة ليس إله والكتاب يرد على هؤلاء بقولة " السموات تحدث بمجد
الله والفلك يخبر بعمل يدية "
8- أعمى عن الموت : البعض يتعامى عن الموت , مثل الغنى الغبى الذى
ادرك اخيرا ما فاته بعد فوات الفرصه ,
عندما سمع الصوت الالهى قائلا " الليلة تطلب نفسك منك "
(لو20:13) وعلى
العكس كان داود يطلب قائلا " عرفنى يا رب نهايتى ومقدار ايامى كم هى فاعلم
كيف انا زائل " ( مز 40:39)
9- أعمى عن الابدية :- كم من اناس لا يرون الا العالم الحاضر ,
فيرتبطون وينشغلون بة اما الابدية السعيدة بامجادها فلا يردونها ولا يفكرون فيها
... مع ان " العالم يمضى وشهوته ,واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الابد
( ايو 17:2) .
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
لا تتسرع
فى الحكم على مصائب الناس :- سأل التلاميذ معلمهم " من أخطا هذا ام ابواه حتى ولد اعمى "
فأجابهم لا هذا ولا ابواه ولكن لتظهر اعمال الله فيه .....
ليست كل التجارب نتيجة الخطية , ولاكل الامراض
وراثية .. إذ ان بعض التجارب والامراض هى
بسماح من الله لاظهار مجده , وفعلا ظهر مجد المسيح الالهى عندما جعل المولود اعمى
يبصر . فأمن بة .
لا تقف
ضد الحق او ضد المدافعين عنه : حينما دافع المولود اعمى بالحق عن المسيح الذى شفاه شتموة واخرجوه
خارجا ( حرموه من حقوقه المدنية ) فسمع
الرب ذلك " فوجده" =(قبله) ... مبرئ المذنب ومذنب البرئ كلاهما مكرهة
الرب "( ام 15:17)
لا تتوقف
عن العمل : وذلك
تشبيها بالرب الذى قال " ينبغى ان اعمل " ... الرب لا يتوقف عن العمل ,
وان كان قد قيل بعد خلقه الايام السته انه فرغ من عمله( تك2:2) ولكنه مازال يعمل
فى حفظ الكون وحفظ فاعلية القوانين التى وضعها والعناية بكل شئ.
0 التعليقات:
Post a Comment