Thursday 31 March 2016

إذا ساءت ظروفك , واغلق أمامك باب


( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)
(كل الاشياء تعمل معا للخير .. للذين يحبون الله الذين هم مدعون حسب قصده)
إذا ساءت ظروفك , واغلق أمامك باب

اصتدمت إحدى السفن التجارية وهي في عرض البحر من كثرة الاحمال والمتاع الذي فيها فأصبحت مهددة بالغرق ،نتيجه اصتدام قاع السفينه باحدى الشعب المرجانيه , فإقترح ربانها أن يتم رمي بعض البضاعة في عرض البحر ليخفف الحمل على السفينة و تنجو ..

فأجمعوا أن يتم رمي كامل بضاعة أحد التجار لأنها كثيرة ، فإعترض التاجر على ان ترمى بضاعته هو لوحده و اقترح أن يرمى قسم من بضاعة كل التاجر بالتساوي حتى تتوزع الخسارة على الكل ولا تصيب شخص واحد فقط .

فثار عليه باقي التجار الحاقدين لأنه كان تاجر جديد ومستضعف تأمروا عليه و رموه في عرض  البحر هو وبضاعته و أكملوا طريق سفرهم

اصبحت  الأمواج تتلاعب بالتاجر وهو موقن بالغرق حتى أغمي عليه  من شده التعب وعندما أفاق وجد أن الأمواج ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة ومهجورة
 وما كاد التاجر يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه حتى سقط على ركبتيه وطلب من الله المعونة والمساعدة وسأله أن ينقذه من هذا الوضع الأليم

وبعد عده أيام كان التاجر يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب
ويشرب من جدول مياه قريب .. وينام في كوخ ٍصغير بناه من أعواد الشجر ليحتمي فيه من برد الليل وحر النهار

وبينما كان هذا التاجر يطهو طعامه هبت ريح قوية وحملت معها بعض أعواد الخشب المشتعلة وفي غفلة منه إشتعل كوخه فحاول إطفاء النار
ولكن لم يستطيع فقد إلتهمت النار الكوخ كله بما فيه

هنا أخذ التاجر يصرخ لماذا يارب .. ؟
لقد رميت في البحر ظلماً وخسرت بضاعتي ..
والآن حتى هذا الكوخ الذي يؤويني احترق
و لم يتبقى لي شيء في هذه الدنيا
وأنا غريب في هذا المكان ..
لماذا يارب كل هذه المصائب تأتي عليّ ..
و نام التاجر ليلته وهو جائع من شدة الحزن

لكن في الصباح كانت هناك مفاجأة بانتظاره .. إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتُنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه
وعندما صعد التاجر على سطح السفينة لم يصدق عقله من شدة الفرح و سألهم كيف وجدوه وكيف عرفوا مكانه ؟
 فأجابوه
لقد رأينا دخاناً فعرفنا أن شخصاً ما يطلب النجدة لإنقاذه فجئنا لنرى
وعندما أخبرهم بقصته وكيف أنه رمي من سفينة التجار ظلما
أخبروه بأن سفينة التجار لم تصل وغرقت في البحر !
فقد اغار عليها القراصنة و قتلوا وسلبوا كل من فيها
فسجد التاجر يبكي ويقول الحمد لله يارب أمرك كله خير ..
سبحان العلى الذي انقذه من القتل و اختار له الخير ..
سبحان مدبر الأمور كلها من حيث لا ندري ومن حيث لا نعلم

إذا ساءت ظروفك , واغلق أمامك باب ’ فاعلم ان العلى فتح لك أبواب أخرى , المهم ان تسعى اليها
 ولا تمعن النظر كثيرا فى الباب المغلق, ولا تخف ..
فقط ثق بأن الله له حكمة في كل شيء
يحدث لك
 وأحسن الظن به
واعلم أن الله يدبر شؤونك , فهو الراعى الصالح الذى يسعى لإنقاذك